رسالة ترحيبية

هلا وغلا بضيوف مدونة حرف بلادي







الاثنين، 29 نوفمبر 2010

الصناعات الحرفية في عمان

مقدمة :

تجسد الحرف التقليدية العمانية تراثا غنيا له حضورا شاملا في مختلف أنحاء المجتمع العماني وتعتبر هذه الصناعات الحرفية من أهم الروافد التراثية المستوحاة من واقع البيئــــة العمانية وقد برع العماني في هذه الصناعات وأضاف إليها لمسات جمالية وإبداعيه لم تكن تعرف من قبل .

تعريف الحرف اليدوية والصناعات التقليدية :

هي تلك الصناعات اليدوية التي يقوم بمزاولتها فرد أو مجموعة أفراد لغرض أنتاج أو تصنيع منتجات حرفية من المادة المحلية الطبيعية بالطرق التقليدية, ويعتمد الحرفي في عمله على مهاراته الفردية الذهنية واليدوية التي اكتسبها من تطور ممارسته للعمل الحرفي باستخدام الخامات الأولية المتوفرة في البيئة الطبيعية المحلية .


أهمية الصناعات الحرفية :

الحفاظ على التراث العماني الأصيل .
المساهمة في تعزيز القطاع السياحي .
التوجه نحو استغلال الخامات البيئية للدولة وتنميتها .
توفير حياة كريمة للحرفيين .
المساهمة في خلق فرص العمل .
إمكانية المساهمة في الصادرات .
المساهمة في إجمالي الناتج القومي .

الأحد، 28 نوفمبر 2010

أنواع الصناعات التقليدية في عمان

صناعة السفن


عرفت عمان صناعــة السفن منذ الالف الرابعة قبل الميلاد أي قبل حوالي ستة ألاف سنة ، و اشتهرت بعض المدن العمانية الساحلية بصناعة السفن مثل صحار وصور و مطرح و مرباط ، وتوجد انواع كثيره من هذه السفن في عمان ومن أشهر السفن العمانية ( البغلة، الغنجة، البوم، السنبوق، والجلبوت، وابو بوز، والبتيل، والهوري، و البدن، والشاشة، والماشوة). ومن أهم الأخشاب المستخدمة في صناعة السفن: (الساج - البنطيق) والتي تستورد من الهند، بالإضافة الى أخشاب أشجار (القرط والسدر والسمر) الموجودة في السلطنة، والتي يصنع منها ضلوع السفينة. أما الأدوات المستخدمة في بناء السفن، فجميعها بدائية وبسيطة، كالمطرقة والمنشار، ومثقاب الخيط والقوس والأزميل، والسحج وحديدة القلفطة .
الغزل


عرف العمانيون صناعة النسيج منذ العصور القديمة ، وعرفت هذه الصناعة عند أهل البادية بصناعة السدو عن طريق المغزل من صوف الأغنام أو الماعز ، واستطاع البدوي أن ينسج الصوف و الشعر ليبني بها مسكنه ، واشتهرت نساء البادية أيضا بعمل الزرابيل من صوف الاغنام كما عملت على نسج زانه الجمال عن طريق المغازل وهى الغرض ، والبداد و السيح و الخطام و الشداد و الشمله و المحوي و الكفال . وقد اشتهرت ولاية سمائل بصناعة الأوزرة والعمائم ، وكانت تصدر بعض هذه المنسوجات قديما إلى أسواق شرق أفريقيا والهند والجزيرة العربية .إن عملية تمشيط المادة المنسوجة وغزلها تتم بواسطة آلات تقليدية مصنوعة من سعف النخيل بينما يتم تصميم النول بطريقة تقليدية. وكان النسّاج يجلس فيما يشبه الحفرة بينما تمتد أمامه خيوط النسيج البالغ طولها حوالي عشرين أو ثلاثين قدما. أما القماش الذي يتم نسجه فكان يستخدم لعمل (الوزرة) أو (اللنجي) الذي يرتديه الرجال. وتكثر هذه الصناعة عند البدو في المناطق الوسطى والشرقية من عمان .


صناعة الفخار


تعتبر هذه الصناعة من الصناعات الحرفية التقليدية القديمة في عمان هذا ما أشارت إليه الحفريات والتنقيبات الأثرية التي تم اكتشافها في البريمي وشمال عمان وهى عبارة عن قطع فخارية يرجع تاريخها إلى الألف الرابع قبل الميلاد ،أما عن صناعتها فهي متشابهة في الشكل وطريقة الاستعمال إلا أن لكل منطقة طابعها المميز خاصة في طريقة صناعتها التي تختلف من منطقة إلى أخرى . وتتميز بهلاء بجرارها الكبيرة المستخدمة  في عملية تخزين التمر ومن ضمن الأشكال الأخرى  المنتجة هنالك المباخر ومزاريب السطوح وجرار الماء وأكواب المياه وجرار اللبن وأواني الحلوى و أواني الطعام .

 الأواني النحاسية



عرف العمانيون النحاس ابتداء من العصور البرونزية هذا ما أشارت إليه التنقيبات الأثرية في منطقة وادي الجزي ، كما استطاع العمانيون استخراج النحاس من باطن الأرض وعمل أفران خاصة لصهره وقامت عليه العديد من الصناعات مثل صناعة الملاعق وصناعة أواني الطعام وصناعة دلال القهوة ، ويعرف من يقوم على صيانة هذه الصناعة وتنظيفها بعد الاستخدام بـ (الصفار) .


صناعة الحلوى
 

 تحظى الحلوى العمانية بشهرة واسعة داخل وخارج البلاد، حيث تعرف بأنها رمز عماني للكرم والأصالة . ويدخل في صناعة الحلوى مواد عديدة منها النشا والبيض والسكر والماء، وكذلك السمن والمكسرات والزعفران والهيل وماء الورد الذي يجلب عادة من الجبل الأخضر، حيث تخلط هذه المواد بنسب ومقادير محددة بمعرفة الصانع العماني الماهر وتوضع في (المرجل)، وهو قدر خاص بالحلوى، لمدة لا تقل عن ساعتين.
وتصنع الحلوى على مواقد الغاز أو الكهرباء إلا انه يفضل أن تصنع على مواقد الحطب
، خاصة ذلك المستخرج من أشجار (السمر) لصلابته ولأنه لا ينبعث منه رائحة أو دخان. كما أن الحلوى يمكن أن تحتفظ بجودتها لأكثر من أربعة أشهر بدون أجهزة أو مواد حافظة . فالحلوى رفيقة العماني في أفراحه وأتراحه، فلا يخلو بيت عماني من الحلوى العمانية خاصة أوقات الاحتفالات والأعياد والأفراح والمناسبات الدينية وغيرها إنها بحق زينة المائدة العمانية .

صناعة الحلي والفضيات 



تعتبر الحلي والفضيات من أكثر الصناعات العمانية التقليدية شهرة وإتقان حيث عرف العمانيون هذه الصناعات منذ القديم وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات الاجتماعية كالأعراس والأعياد حيث تأتي كإحدى أساسيات زينة المرأة في الزواج والمناسبات السعيدة إضافة إلى إنها كانت تمثل قيمة اقتصادية . والحلي متمثلة في زينة المرأة كالمرية والخواتم والحجول وغيرها وتأتي صناعة الخناجر والسيوف كأحد الملامح  الوطنية التراثية والحضارية لأهل عمان وهي تحمل مدلولات جغرافية وأبعادا ورموزا ثقافية وتاريخية لـعمان كمنطقة عاشت ظروفها وحقبها التاريخية الصعبة في وقت من الأوقات .


السعفيات



المشغولات السعفية من أشهر الصناعات الحرفية التي تشتهر بها المنطقة الوسطى في البلاد وقد جاءت هذه الصناعة نتيجة لارتكاز البيئة العمانية على زراعة أشجار النخيل التي استفاد الحرفي العماني من خاماتها الطبيعية في إبداع الكثير من الصناعات المحلية التي اعتمد عليها العماني قديما كالبساط " السمة " والسلة " الزبيل" وغيرها من أدوات الاستخدام اليومي .

صناعة ماء الورد

 
عرف أهالي الجبل الأخضر صناعة ماء الورد منذ القدم، والذي يعتبر من المحاصيل الهامة إذ يلي الرمان والجوز في مدى مساهمته لدخل الأهالي حيث يتم تسويق ماء الورد بالأسواق المحلية وكذلك يتم تسويقه في الدول المجاورة (دول الخليج)  ويستخدم ماء الورد كمسكن للصداع وخافض لدرجة الحرارة ويساعد على التخلص من المغص كذلك يستخدم كإضافة نكهة محببة ومقبولة للقهوة والشاي والحلوى العمانية هذا بالإضافة إلى استخدامه كعطر في الأفراح والأعراس .




دور الحكومة الرشيدة في الحفاظ على الصناعات الحرفية :

لقد أولت السلطنة اهتماما واضحا بالموروثات التقليدية والصناعات المحلية ، وقد تجلى ذلك في تخصيص عامين للصناعة العمانية 1988 م و1989 م وكذلك تخصيص عام 1993 م عاماً للتراث العماني ، شاملا بذلك كل ما هو من شأنه المحافظة على الموروثات القيمة للعمانيين منذ القدم ، ولعل أكبر دليل على اهتمام السلطنة بالحرف التقليدية أنه تم إنشاء عدة أسواق للحرفيين بالسلطنة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر سوق الحرفيين بكل من نزوى وصحار .وتمثل عملية تسجيل وتوثيق الصناعات الحرفية في كل مناطق وولايات السلطنة خطوة ضرورية للحفاظ على هذه الصناعات والعناية بالعاملين فيها , فان ندوة "حماية الصناعات الحرفية " شكلت ركيزة هامة لبلورة إستراتيجية وطنية للنهوض بالحرف التقليدية وبالصناعات الحرفية خاصة وإنها أصبحت احد عناصر الجذب السياحي عبر الإسهام في كثير من المعارض التي يتم تنظيمها داخل السلطنة وخارجها . وبينما تم صقل مهارات القائمين على هذه الحرف وتشجيعهم وتنظيم دورات متخصصة لهم وشراء إنتاجهم الحرفي وإقامة المعارض للتعريف به وتسويقه. تم إنشاء مراكز تدريب للحرف الوطنية في كل من بهلاء وسمائل وصور لتعليم المواطنين هذه الحرف بالإضافة إلى مصنعين أحدهما في بهلاء والآخر في سمائل لإنتاج مواد الحرف الوطنية التي تجد إقبالا متزايدا عليها من المواطنين والسائحين على السواء. وتقديم خدمات التدريب والتأهيل للعاملين في مجالات الصناعات الحرفية وتوفير الدعم الفني للجمعيات العاملة في تلك المجالات والعمل على تطوير القدرات الإبداعية والفنية لمنتسبيها وفقا للأهداف والسياسات المعتمدة لتنمية هذا القطاع. كما تم إنشاء مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية ويدل ذلك على الاهتمام السامي لمولانا حفظه الله ورعاه للقيمة الحضارية والوطنية لمنتجات الصناعات الحرفية ويؤكد على الرعاية العالية التي يخصها جلالته للحرفيين العمانيين .